موجة الصقيع تبلغ مستويات قياسية في الصين

موجة الصقيع تبلغ مستويات قياسية في الصين

سجّلت درجات حرارة متدنية قياسية جديدة، الخميس، في الصين التي تشهد موجة صقيع في نهاية هذا العام الذي تخلّلته ظواهر مناخية قصوى.

وأفاد المكتب الوطني للأرصاد الجوية بأن أكثر من 20 محطة في أنحاء مختلفة من البلد سجّلت في الساعات الأولى من يوم الخميس درجات متدنية قياسية لشهر ديسمبر، وفق وكالة فرانس برس.

وهي الحال خصوصا في هوهوت عاصمة منطقة منغوليا الداخلية (شمال الصين) حيث تدّنت الحرارة إلى 29,1 درجة مئوية تحت الصفر، محطمة بذلك رقما قياسيا يعود إلى حوالي 70 عاما.

وأطلقت السلطات الصينية تحذيرات من تداعيات البرد في منطقة شاسعة من شمال البلد وشرقه وجنوب شرقه.

وتأتي موجة الصقيع هذه بعد صيف شهد معدّلات حرارة قياسية وفيضانات جارفة، خصوصا في شمال البلد.

ويحذّر خبراء المناخ من الاحترار المناخي الناجم عن انبعاثات غازات الدفيئة الذي يزيد الظواهر المناخية القصوى تواترا.

وكشف المكتب الوطني للأرصاد الجوية في الصين، الأربعاء، أن 5 محطات سجّلت مستويات قياسية من البرد، مع تدنّي الحرارة خصوصا إلى 33,2 درجة مئوية تحت الصفر في مدينة داتونغ (الشمال).

وفي مقاطعة غانسو التي ضربها زلزال، الاثنين، أودى بحياة أكثر من 130 شخصا، يمضي الناجون الليالي في خيم في الخارج، مواجهين بردا قارسا.

التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية  وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

تحذير أممي

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والملوثات الصناعية، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

في نهاية يوليو الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، قائلا: "تغير المناخ هنا مرعب، وهذه فقط البداية.. لقد انتهى عصر الاحتباس الحراري، لقد حان عصر (الغليان العالمي)".

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية